استنادًا إلى رعاية مكتب السيد رئيس الوزراء/ اللجنة الوطنية الداعمة للتوعية والإرشاد المجتمعي، وبإشراف مباشر من السيد رئيس جامعة الشطرة الأستاذ الدكتور باسم عبد الحسين جار الله، والسيدة عميد كلية التربية للبنات الأستاذة الدكتورة أفراح عبد المكطوف…
كلية التربية – جامعة الشطرة تنظّم ورشة توعوية بعنوان:
(الآثار النفسية والسلوكية لتعاطي المخدرات: دراسة سيكولوجية حول تأثير الإدمان على العقل والسلوك)
برعاية السيد رئيس جامعة الشطرة الأستاذ الدكتور باسم عبد الحسين جار الله المحترم، وبإشراف السيدة عميد كلية التربية للبنات الأستاذة الدكتورة أفراح عبد مكطوف المحترمة، نظّم قسم اللغة العربية في كلية التربية ورشةً توعوية بعنوان "الآثار النفسية والسلوكية لتعاطي المخدرات: دراسة سيكولوجية حول تأثير الإدمان على العقل والسلوك"، قدّمها كلٌّ من:
أ.م.د تيسير قاسم عطية و أ.م.د كاظم خضير كاظم من قسم اللغة العربية، وبحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية وجمعٍ من الطلبة.
سلّطت الورشةُ الضوءَ على انتشارِ تعاطي المخدرات بوصفِه أحدَ أخطرِ التحديات النفسية والاجتماعية في العصر الحديث، لما يخلّفه من آثارٍ مدمّرة في صحة الفرد النفسية والجسدية، وقدرته على اتخاذ القرار، وانعكاساته السلبية على الأسرة والمجتمع.
محاور الورشة
أولًا: المقدّمة وتحديد نطاق الدراسة
استعرضَ المحاضران مفهومَ المخدرات لغةً واصطلاحًا، وبيّنا أنَّ جذورَ كلمة "مخدِّر" ترتبط بمعاني الضعف والخمول، فيما يشير مصطلح "الإدمان" إلى الملازمة والاستمرار. وأوضحت الورشة أنّ الإدمان حالة نفسية وجسدية تُكره الفرد على التعاطي رغم معرفته بأضراره، نتيجة التغيرات التي تحدث في دوائر المكافأة والتحكم في الدماغ.
ثانيًا: منظور الفقه الإسلامي
بيّنت الورشة أن الفقه الإسلامي يعرّف المخدرات بأنها كل ما يُذهِب العقل ويغطيه، مؤكّدة تحريمها لما تُسبّبه من أضرار تمسّ مقاصد الشريعة، وبخاصة حفظ العقل، فضلًا عن آثارها الأخلاقية والاجتماعية.
ثالثًا: المنظور النفسي والاجتماعي والطبي والقانوني
ناقش الباحثان الآثار النفسية والسلوكية لتعاطي المخدرات، مشيرَين إلى أن علماء النفس يعدّونها مواد تغيّر الوعي والسلوك، بينما يربط علماء الاجتماع انتشارها بالعوامل الاقتصادية والأسرية والبيئية.
ومن منظورٍ طبي، قُسّمَت المخدرات إلى نوعٍ طبي يُصرف بوصفة، وآخر خطير يُجرّم قانونيًا. كما استعرض المحور القانوني العقوبات المطبقة بحق المتعاطين والمروّجين حفاظًا على الأمن المجتمعي والصحة العامة.
رابعًا: المخدرات في التاريخ العربي القديم
استعرضت الورشة ظهور تعاطي بعض المواد المخدِّرة مثل الحشيشة والقنّب منذ العصور القديمة، واستعمالاتها الطبية والدينية لدى العرب والصينيين والآشوريين، إضافةً إلى الإشارات التاريخية التي تُظهر تعاطي بعض الشعراء والشخصيات القديمة لهذه المواد وما آل إليه مصير بعضهم من نتائج خطيرة بلغت حدّ الانتحار.
خامسًا: التأثيرات النفسية والسلوكية
تناولت الورشة مجموعة من التأثيرات الخطيرة، أبرزها:
-
تدمير القدرات المعرفية.
-
اضطراب السلوك الأخلاقي والاجتماعي.
-
ضعف الإنتاجية وتفكك العلاقات الأسرية.
-
حدوث هلوسات واضطرابات إدراكية نتيجة التأثير المباشر على الجهاز العصبي.
كما أُشير إلى استخدام بعض الجماعات المنحرفة للمخدرات للتأثير في الوعي والسلوك، ودفع الأفراد إلى تبنّي أفكار متطرفة أو غير مألوفة، ما يجعلها تهديدًا ثقافيًا واجتماعيًا إلى جانب خطرها الصحي.
ختام الورشة
شهدت الورشة نقاشات تفاعلية بين الحضور تناولت سبل الوقاية ودور المؤسسات التعليمية في حماية الشباب من الوقوع في الإدمان. واختُتمت بتوجيه رسالة دعم للفئات المعرضة للخطر والمتعافين، مع التأكيد على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في رحلة التعافي.
وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة الأنشطة التوعوية التي ينفّذها قسم اللغة العربية في إطار مسؤوليته المجتمعية الرامية إلى بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات الفكرية والسلوكية في المجتمع.